الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
أيها المطرب الصاعد: سلام الله عليك ورحمته وبركاته.
أسأل الله أن يتوب عليَّ وعليك، إن الصعود هو الصعود في طاعة الله عز وجل وفي خدمة هذا الدين.. وفي رفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
أما مطرب صاعد فليس هذا في الأعراف والمصطلحات، صحيح أنه يصعد ولكن إلى الأسفل، وصحيح أنه مطرب ولكنه يطرب إخوانه وقرناءه من الشياطين واللاهين واللاغين، وصحيح أنه نجم ولكن في الضلالة.. وصحيح أنه بلبل ولكنه يغني للسادرين والمخمورين الذين ما عرفوا الطريق إلى الله عز وجل.
وهذا من مغبة المصطلحات التي لم تفهم ولم توجه، فيا أيها المطرب، أنت لا زلت مسلماً وعليك أن تتقي الله عز وجل في حياتك، وفي صوتك، وفي قلبك، وفي وقتك.
أينقصنا أيها المطرب ضلالاً وضياعاً؟
.. أينقصنا بهارج وزخارف وأغانٍ.. أمة ران عليها الاستعمار ما يقارب من الخمسين سنة وأكثر، ثم يأتي أبناؤها وهم أبناء القرآن، وأحفاد أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، أحفاد خالد و صلاح الدين و طارق بن زياد ، فيأخذ أحدهم عوداً أو يشجي بصوته ويطرب بقوله بنات المسلمين، ويتغنى بالعشق والجمال..
أية حياة هذه؟
وأي مستقبل هذا؟
يقول سبحانه وتعالى: ((أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا))
ألا إني أوصيك أن تحول صوتك تالياً لكتاب الله عز وجل، ألا إني أدلك على المسجد لتكون قارئاً مجيداً تبكي من خشية الله ومن كلام الله سبحانه وتعالى، ألا إني أسألك بالله عز وجل أن تتقي الله في هذه الأمة التي قطعت قلوبها وأغويت شبابها وفتنت فتياتها.. سوف يسألك الله عن الجميع.
فيا أخي تب إلى الله عز وجل وأحسن القبول والتوبة، فقد ثبت تحريم الغناء، قال ابن القيم في غناء أهل الجنة وهو غناء ليس كغنائك بل أعظم وأصفى وأرق وأحسن