السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متى تبدأ التربية الأخلاقية للطفل؟
د.علي القائمي
إن التربية الأخلاقية للطفل تبدأ عندما يكون الطفل ذو قدرة على أن يعي مسألة إيجاد العلاقات,وهذا الأمر يكون في الشهر الرابع من عمر الطفل ففي هذا السن يكون الطفل قادراً على إيجاد علاقة مع أمه وأبيه,حيث يقوم بتبادل الارادة والأمر والنهي ومن هذا السن تبدأعملية التربية وتكون ضرورية.
ومن مرحلة الرضاعة يجب أن يتعلم الطفل بالتدرج ضوابط ومقررات وثقافة عائلته,مثلاً يجب أن يتعلم بأنه يستطيع ان يرتضع الحليب من ثدي أمه بشرط أن لايعض حلمة ثدي أمه ويؤذيها,له الحرية أن يمسح وجه أمه ولكن أن يضربها على وجهها فأمر ممنوع وغير مقبول.
وفي السنة الثالثة يجب أن يتعلم الطفل حسن الأعمال وقبحها,والضرر والخسارة الناتجة عن القبح,ويجب أن يعلم ان العمل السيء هو العمل الذي يجب أن لايقوم له وان العمل الحسن هوالعمل الذي إذا قام به الطفل يلقى تشجيعا ومحبة وتحسيناً على صنعه,فيكافأ على العمل الحسن وعاقب على إداء العمل السيء.
ان الاستفادة من الأرضية التي يمتلكها الأطفال ومع الأخذ بنظر الاعتبار بأن الطفل يستطيع ان يتعلم,هنا يجب علينا أن نقوم ببناء الأسس الأخلاقية وصور المعاملة والسلوك مع الطفل وذلك في سن السادسة والسابعة من عمره,هذه الاسس يستطيع الطفل الاستفادة منها طول حياته,وبالأخص فإن سن السادسة والسابعة لدى الطفل تمثل بدء مرحلة التمييز وتشخيص العمل الحسن من العمل السيء.
أما فيما يرتبط بتعلم الأخلاق بصورة عملية ونظرية فإن هذا الأمر يؤجل الى مابهد السادسة والسابعة من العمر حيث يستطيع وبشكل كامل ان يشعر بالحسن والقبيح واحياناً يشعر من قريب أو بعيد بالمسائل الشرعية والمذهبية,وفي كل هذه المراحل فإن القدوة لها تأثير مهم وضروري على الوضع التربوي للطفل.
ملاحظة مهمة
ان الطفل بحاجة الى الوقت اللازم كي يستطيع الاحاطة بما يتعلق بحياته وعلاقته بالآخرين.إننا لانستطيع في يوم وليلة أن نعلم الطفل كل ما يتعلق بحياته,فالاصول تقتضي التدرج في التعلم والفهم وتقتضي ان يكون لذلك زماناً معيناً.
إن الانسان لايستطيع أن يفرض الضوابط والنظام على أي عمر من الأعمار,فلعله بالامكان أن نقف ساعة بدون اية حركة ولكن هذا الأمر لايمكن أن نفرضه على طفل في عمر الثالثة أو الرابعة,حيث يكون في هذا السن في حال حركة دائبة ومستمرة,فهو يتحرك باستمرار من دون أن يكون هناك هدف أو دليل لحركته,يتكلم باستمرار من دون ان يشعر بأن هناك ضرورة لكلامه,وعلى هذا الاساس فإننا نستطيع في كل عمر أن نملي على الطفل ونعلمه شيئاً خاصاً أو أن نتوقع منه أمراً خاصاً,وبدون الاهتمام بالضوابط والمقررات المرسومة لعملية التربية فإن هذه العملية سوف تتعثر وتنقلب الى فوضى وعندها لانحصل على الفائدة المرجوة من التربية.