خريجي المعهد

زائر

كتبت نيفين أبولافي:
في كل الفعاليات والانشطة المسرحية والمهرجانات نجد لطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية بصمة واضحة لا يمكن اغفالها، فهم بموهبتهم التي صقلوها بالعلم حققوا نجاحات مسرحية سواء كانت على مستوى التمثيل او الاخراج او التأليف والديكور رفعت اسم الكويت عاليا من خلال المشاركات الخارجية، وطوال سنوات الدراسة تبقى آمالهم معلقة باليوم الاخير في فصول الدراسة لينطلقوا الى فضاء الحياة العملية الا انهم يصطدمون بالواقع المرير عندما يكتشفون ان سنوات الدراسة الاربع ومواصلة الليل بالنهار والجهد الذي يبذلونه في بروفات العروض المسرحية الخاصة باختباراتهم العملية ستبقى في كتاب الذكريات الجميلة، ولن تتحقق احلامهم المسرحية الا من خلال بعض المشاركات في احد العروض الخاصة بالمهرجانات المسرحية، اما الحياة العملية فهي تختلف تماما لأن لا احد منهم سيعمل في مجال تخصصه الاكاديمي، فمخرج المسرح اما ان يعين مساعد مخرج وإما مخرجا في وزارة الاعلام (إذاعة او تلفزيون) مع العلم انه درس الاخراج المسرحي، اما على صعيد التمثيل فالكل بشكل عام يطرق ابواب الدارما التلفزيونية، ولا نكاد نرى البعض ابدا في اي موقع فني حيث يتحولون الى موظفين في اي جهة حكومية على درجة البكالوريوس.
هذه القضية ما كانت لتظهر لو كانت هناك مسارح تعمل بشكل منتظم تستقطب كل العناصر والطاقات الابداعية حتى ان كانت تقدم عملا واحد في السنة يبقى فيه المسرحيون على تواصل مع الخشبة التي عشقوا رائحتها، وان كانت هناك بعض التعاونات من بعض المنتجين المسرحيين الا انها ليست بالمشاركات التي تعطي لهم هذه الفضاءات المضيئة، وتبقى الحاجة إلى التخطيط الصحيح لمستقبل هؤلاء هي الامر المهم والملح في ظل ازدياد اعداد الخريجين وصغر مساحة قاعدة العمل الوظيفي حتى بتنا نخاف ان يأتي يوم نجد فيه وظيفة المبدع المسرحي هي 'مساعد قاعد' في انتظار الفرج.
توظيف
د. خالد عبداللطيف رمضان استاذ النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية قال: في ظل نظام الهواية وعدم وجود نظام الاحتراف بالنسبة إلى الفنانين المسرحيين لا توجد فرقة حكومية او خاصة توظف فنانين مسرحيين وأصبح يعتمد على الهواية في جميع فروعه ومن هنا فان الوظائف المتاحة لخريجي المعهد اما وزارة الاعلام (اذاعة وتلفزيون) وهي تستقطب الكم الاكبر من الخريجين وإما استقطاب وزارة التربية لخريجي المسرح المدرسي ومن النوادر ان تستقطب جهات حكومية اخرى خريجي المعهد ومع ذلك فإن خريجي المعهد بأقسامه المختلفة قد أثبتوا وجودهم في الاماكن التي شغلوها، فأبرز المخرجين في التلفزيون من المعهد واضاف ان الحل يكمن في إيجاد مؤسسات تعليمية تخرج تخصصات تبعا إلى حاجة سوق العمل'
غياب
د. فاضل المويل رئيس قسم التمثيل والإخراج في المعهد المسرحي اعتبر ان القضية هي عدم وجود مسرح يستقطب هؤلاء الخرجين بمواهبهم او جهة عملية توظف مخرجاتهم التعليمية بشكل صحيح، موضحا ان دور المعهد ينتهي عندما يتسلم الطالب شهادته العلمية اما التعيين والتوظيف وحسن التوزيع فهي مسؤولية مؤسسات الدولة.
اما د. فهد السليم استاذ التمثيل والإخراج في المعهد فاعتبر ان الخدمة المدنية هي الجهة المسؤولة عن توزيع الكوادر كل في تخصصه إلا ان عدم وجود متخصصين في توزيع هذه الكوادر ادى الى خلط الاوراق وسوء التوزيع الصحيح إلى درجة اننا بتنا نجد خريج قسم الديكور من المعهد يعمل مخرجا اذاعيا في وزارة الإعلام.
اما خريجو المسرح المدرسي فيجري توظيفهم في وزارة التربية في ادارة النشاط المدرسي فهم على حد قوله موظفون بلا عمل ويقوم مدرسو ومدرسات التربية بتأليف وإخراج وعمل ديكور العمل السنوي الخاص بالمدرسة ويبقى الخريج المتخصص من دون عمل مطالبا بضرورة وجود لجنة من المتخصصين لوضع خطط مستقبلية لهذه الكوادر التي باتت تقع في مطب 'لسنا بحاجة إلى تخصصك' إلى جانب ضرورة وجود فرقة مسرحية تستقطب هذه الطاقات الشبابية.

زائر

معلومات مهمه
مشكوره
شهيد الكلمة