في محاولة ناجحة من المنتجين لاستقطاب الاطفال لعروض المسرحية التي تم تجهيزها للعيد الفطر المبارك، وبالرغم من أن حذر القائمون على مسرح الطفل من استغلال مواسم الأعياد في عرض اعمال ضعيف قد يؤدي الإقبال الجماهيري المكثف خلال ايام عطلة العيد الى حدوث حالة من الاضطراب والخلل الفني والتربوي في العروض المسرحية، ولا سيما في ظل تفاوت المستويات الفنية للقائمين عليها. حيث يعرض على مسرح الدعية مسرحية الأطفال «شاهد ومزنة أختين وبختين»، بطولة مشاعل الزنكوي وتشاركها بطولة المسرحية الفنانة منى عبدالمجيد، وبدرية أحمد، وغالية وبدر الشرقاوي وفؤاد علي وعبدالعزيز الاسود، وتدور احداثها بين زمنين، الحاضر والماضي، وتتخللها حكم وامثال كويتية قديمة، الهدف منها ترسيخ القيم والعادات والتراث الكويتي في أذهان الأطفال، من إخراج اوس الشطي.
وعلى مسرح مركز تنمية المجتمع ـ العدان يعرض مسرحية «غزلان وملك الفيران» بطولة هدى حسين وهند البلوشي واسامة الشطي وعبدالله عباس وعبد الله الشامي تأليف وإخراج نجاة حسين.
وتقوم الفنانة إلهام الفضالة بتقديم العرض المسرحي «أولى اول» والعمل يشهد مشاركة نخبة من الممثلين مثل مشاري البلام، يعقوب عبدالله، محمود بوشهري، شجون الهاجري وعبدالله بوشهري وغيرهم، وتطرح المسرحية عدة قضايا تربوية تهم الطفل عبر قالب هادف بروح كوميدية خفيفة. اما عن مسرحية «الملك المزيف» تأليف علاء الجابر إخراج سلوى الخلفان بطولة زهرة الخرجي وخالد بوصخر وعلي السعد وبدور منصور وريما الشعار واسماعيل سرور وشعبان عباس والعنود وتعرض على مسرح نادي القادسية. اما عن مسرحية «عايلة استايل» بطولة ولد الديرة ومحمد العجيمي ونايف الراشد وأمل العوضي واحمد خميس وعبدالرحمن العطار ومها احمد وصمود وفلاح مطر ونواف الضحى وتعرض على مسرح الشامية. وتقول الفنانة هند البلوشي: إنها سعيدة بالعمل مع الفنانة هدى حسين التي تعتبر النجمة الأولى لمسرح الطفل في الكويت والخليج وفي رصيدها الفني، أكبر عدد من الأعمال الخاصة بمسرح الطفل، بالاضافة إلى اعمالها الدرامية التلفزيونية، والتي أكدت جدية مسيرتها والتزامها.
كما أنني بانتظار ان اقدم عملاً خاصاً بمسرح الطفل، بالذات من النوع الاستعراضي، بما يحمل من استعراضات وأغاني ورقصات وابهار وموسيقى ونجوم يحبهم الجمهور ويعشقهم. واوضحت انها فرصة حقيقية للعودة إلى التواصل مع جمهور مسرح الطفل، وعلاقتي أكثر من متميزة مع جمهور الأطفال، وقالوا إن ما تفعله مسرحيات العيد هو انها تعزز انتقالها من الوظيفة الاخلاقية والفنية الى التجارية، الامر الذي يستدعي ضرورة النظر الى مقومات المسرح كفن وقدرته على إحداث التأثير الايجابي المطلوب للطفل.
الزواج بالمتعة
واشار المؤلف سعد الدهش الى ان المسرح تحول الى عملية تجارية تبحث عن جمع اكبر قدر من الاموال في فترة زمنية قليلة لا تتعدى 3 ايام مثل (الزواج بالمتعة)، مطلوب من الحكومة الدعم للمسرح الكويتي والثقافة والنظر الى الادباء واوضح ان هناك الكثير من المنتجين. والفرق المسرحية استعدت لتقديم اعمال في عيد الفطر السعيد تخلو من الكثير من المفاهيم الجمالية والتربوية الخاصة بمسرح الطفل. واكد ان ما يعزز الخلل القائم هو انتفاء التخصص من جهة واللجوء الى القيمة المادية على حساب القيمة الادبية والجمالية. واضاف ان تلك الشخصيات الكرتونية غنية بالقيمة الترفيهية والاخلاقية، ولكنها تأتي في إطار جمالي تعجز عنه مقومات المسرح الموجودة لدى هؤلاء المنتجين، هذا اذا ما أخذنا بعين الاعتبار ان قيمة تذكرة دخول المسرحية هو اعلى من اي مسرح خاص بالطفل في العالم. واشار الى ان مسرح الطفل اصبح تسوده الكثير من المفارقات الفنية والتناقضات الفكرية الخاصة التي تؤثر على تربية الطفل فنيا وذوقيا. واضاف ان المسرح يبقى قضية فنية وفكرية، مازالت تبحث عن خلاص فني لها مادامت أسيرة لأهواء المنتجين الذين يسعون الى الكسب السريع على حساب القيمة الفنية والادبية. واوضح أن وسيلة الارتفاع بمستوى تناول هذه القضايا تتلخص في أن يتجه المهتمون بالطفل وقضاياه فنيا الى المحاولات التربوية من علم نفس وتربية الطفل وطرح خلفيات السلوك الانساني عنده. واشار المؤلف علاء الجابر الى ان المسرحيين يواجهون مشكلة الصالات التقليدية التي لا تسمح بفرز وإبداعات فنية. وذكر الجابر أنه اذا كان مسرح الطفل يلجأ في كثير من الاحيان الى الاسطورة او الخيال، فإن ذلك لا يعني هروبا من الواقع والصعود على نجاحات الاخرين. ويؤكد الجابر وهو احد الكتاب المختصين في مسرح الطفل حاجة هذا النوع من المسارح الى الاهتمام من قبل المسؤولين ومحاولة التفريق بين الاعداد الجيد والمدروس للعرض المعد والعروض التجارية الهادفة الى الربح السريع. واوضح الفنان ابراهيم القطان «ان المعضلة الحقيقية هي ان من يتصدى لمسرحيات الاطفال ليسوا من التربويين ولا من المعنيين بثقافة الطفل». واضاف «هنا تكمن الخطورة من خلو مسرحيات العيد بشكل خاص ومسرحيات الايام العادية بشكل عام من اي مضامين تربوية او جمالية، ما يعني حتما انها ستسهم في افساد ذوق الطفل بشخصيات متهرئة ونصوص درامية ضعيفة. وقال القطان إن المسؤولية في حدوث مثل هذا الاضطراب تشترك فيه الجهات المعنية بالطفل سواء المسرح المدرسي او مسرح الشباب التابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، محذرا من ترك الساحة للمنتج الخاص. وقال إن ادارة المسرح تسعى جاهدة الى تعديل حالات الخلل عن طريق تفعيل الدور الرقابي الذي يلغي كل التجاوزات المحظورة ويؤكد الالتزام بالمعايير الخاصة التي تضعها الرقابة على النصوص. وفي النهاية اكد ان هناك اعمالا مسرحية ناجحة للاطفال مثل ما يقدم على خشبة المسرح البحريني والإماراتي